يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مصر على استهداف مدينة أسطنبول لاستعادة السيطرة على مقاليد الحكم فيها، بعدما خسرها حزبه الحاكم لصال إمام أوغلو، حيث قامت لجنة تتبع وزارة الداخلية بشن أعمال تفتيش بزعم تعيين عدد كبير من الموظفين التابعين لما وصفته الحكومة بالحركات الإرهابية مثل حزب العمال وحركة الفتح التي تتبع عبدالله غولن.
الرئيس التركي اتهم رئيس البلدية الذي يتبع حزب الشعب إمام أوغلو بأنه فصل 15 ألف شخص كانوا يعملوا بالبلدية لأنهم ينتمون لحزبه، وعيّن بدلا منهم 45 ألف شخص وصفهم بأنهم إرهابيين، بينما صرحت الشرطة بأن اللجنة المذكورة تتحقق من هوية أكثر من 550 شخصا ومدى ارتباطهم بجماعات إرهابية، بينما ذكر أوغلو بأن البلدية ليس من مسؤوليتها أن تحدد هذه الصلات.
وكان الحزب الحاكم قد خسر الحكم في بلدية أسطنبول لصالح إمام أوغلو قبل نحو 3 سنوات، بعدما حقق نصرا ساحقا على علي يدلريم، بعد سنوات من احتكار المنصب، ومختلف المناصب الحساسة على مستوى البلاد، وسط مخاوف من أن يكون الإجراء الأخير مقدمة لعزل رئيس البلدية على غرار ما حدث في البلديات التي حقق فيها حزب الشعوب نصرا كبيرًا، رغم شعبيته الكبيرة التي جعلته ثاني أكبر حزب معارض في البرلمان.